حلم اللقاء

هذه رساله مفرغه تعرف طريقها

عجباً للإنسان أمره

تراه كإناء يملأ جوفه الإشتياق والحنين

تراه يعاصر تقلبات الفصول

وبريق الأمل يتلألأ و يبقى ثابتاً في عينيه

عجباً لأمره عجباً عُجاب

إن الأنسان عند من أحبه

من كثر الشوق

يصبح الشيخ شابا

والشاب يعود طفلا

يعود لعمر الثالثه كأنه لم يرى من مُر الأيام شيئا

كل الأمور تسقط وتنتهي حينما يعود الشخص لمن اشتاقت عيناه أن تراه

عجبا لأمرهم عجبا ! أراهم بالعمر يكبروني بعدة سنوات

وعند الحديث أمامهم عن من يحبون

تراهم يتخبطون من المشاعر

كأن طيف لهبٍ بارد قد اغرس وانغمس في قلوبهم.

أنني أكتب والدموع تنزف من قلبي قبل أن تذرف مدامعي

عجباً للإنسان مهما كان يظهر من سمات القوه

ينهمر فور لقاء محبوبه

ما بالك بشخص يلهف شغفاً وحباً إذا سمع بمحض الصدفه اسم محبوبته

هل تلقي اللوم عليه بالانهمار والسقوط عند لقائه ؟

أنتي لم أكن أعرف أو أدرك ذلك الشعور جيدا حتى رأيت بأم عينيّ

شخص مقرب أحبه وهو يملك تلك النظره

نظرة الشوق لمحبوبته

فلا الكلمات تعبر ولا الحديث يعبر

أهو همس القلب أم هي لعنة الوعي ؟

إن إمتلاك الإنسان للمشاعر والشعور بها لأمرٌ عجيب

تراها ترفعك تاره لأعلى السماء

حتى تصل عنان الفضاء

وتهب بك فجأه وتسقطك إلى أسفل بقعة في الأرض

وإن الروح تدعو ربها كل ليله أن ترى محبوبها

ولو طيفاً أو حُلما

أن ترى بقلبها قبل أن ترى أعينها

أن تزهو ويعود الرشد لها ولو بنظره

أتعتقد يا إنسان بأن النسيان أمراً هينا

فإني أخبرك بأنه خلال مراحل عمري وخلال عيشي في هذه الحياه

أرى في أعين من بلغ الثمانون لمعة الحنين كما لو أنه

لم يبلغ من العمر شيئا

يعيش ويعتاش عمره كله على أمل اللقاء

وما أدراك هل يرى محبوبته أم يفنى عمره دون لقاء ؟

إن المُحب ومحبوبته ليس هو فقط اشتياق المحب لحبيبته

وفي رسالتي هذه كلماتي تظم كل أنواع الإشتياق

هذه الرساله هي مجرد تذكير لي ولك بأن مشاعرنا وأرواحنا هشه يهزمها الفقد ويزهرها لقاء

وإني لا أتمنى من رسالتي هذه سوى أن يتلقي ذلك الإنسان بمحبوبته وأرى ذلك اللقاء بأم عيني حتى تشفى روحي معه

فأنا ذلك الغريب الذي لا يمد الأمر له بصله

ولكنه يكن الكثير لمن أراه وأحبه.

أتوق فرحا لذلك اللقاء الذي بات حلماً

من صعوبته قد ملأه الغبار حتى أصبح حلماً مهملا

لكنه الآن قد عاد في طيات الصحف الأولى مشرقا

يملأه الكثير من الأمل

إني أتوق شوقاً وخوفاً من أن ذلك اللقاء لا يتم

لذلك عزيزي القارئ، عزيزتي القارئه

لمن مر بحديثي هذا ورسالتي هذه

ادعو الله معي أن يتم ذلك اللقاء على خير

فالأنفس تشتاق بأن تروى وأن تعود

كما لو أنها لم تذق من مر الحياةِ شيئا.