مسوده لمدينةِ جِده 📮💌
خديجه الصبياني
من قام بكتابة هذه المذكره هي فتاه أرادت أطلاق العنان وكتبت لك هذه المذكره لتغرق معاها في طيات موجات الحياه ولأن للغرق له معنى أخرٌ في هذه الحياه .. عن فتاة أرادت أن تعالج غرق الحياة بالكتابه والنصوص ..

من الغريب أجدني في كل مره عندما يشرد ذهني
كلما نظرت إلى الطرق من نافذة الحافله التي تقلَّني
أجد نسمات الحنين إلى طفولتي تلفح وجهي
فبدأت اتسائل عن ذلك الحنين، هل لهذا الشعور
إرتباطٌ بحبي لهذه المدينه ؟
لقد نسيت أن أخبرك يا عزيزي القارئ عن اسم المدينه التي أتحدث عنها وهل يخفى ذلك عنك
أتحدث برسالتي هذه وبرجوع إلى شريط ذكرياتي
عن المدينه التي ولدت فيها – مدينةُ جِده
كل ما ازددت عاماً من عمري أدركت حبي أكثر للمدينة التي ولدت فيها ، عروس البحر الأحمر
هذه المدينه ليست كأي مدينةٍ أُخرى بنسبة لي
إنها مدينةُ الأحلام الصغيره والكبيره
أشعر بأن شوارع هذه المدينةِ تنطقُ بطفولتي كامله
يا عزيزي القارئ لقد وصل شعور الهوسِ بأني أصبحتُ اشتمُ لشوارعها رائحةٌ مميزه ممزوجه بالحنين
وإني أبلغُ من العمر ٢٤ عاماً ولكن حبي لها يشعرني بإني أسكنها منذ عصورٍ وسنين
أحبُّ هذه المدينه وكأني كنتُ تلك الفتاةُ المراهقه التي تعيش أيام الزهور الأولى من حياتها في نهاية الثمانينات وبدايةً بحقبة التسعينات
ورغم أنه يعود أصلي من مدينةٍ أخرى إلى أني أشعر بانتماءٍ كبيرٍ لهذه المدينه ..
جده ليست مدينه فقط بل حبها يجعلني أشعر بأنها كالأمِ لي وربما ذلك يعود لحب والدتي لها
كل حي بها تربطني به ذكرى وأنا الأن أكتب عنها بكل حب بقلمي فكيف أكتب عن كل شيء أحبه ولا أكتب عنها ، عن مسقط رأسي ؟
أمواجُ هذه المدينه وأشعة شمسها الحاره، جزءٌ من هويتي وحُبي لها كأن أكون مستلقيه فوق موجِ بحرها وضوء الشمس الذي يجعل الموج متلألأ يتخللُ يداي
وماذا عن التجولِ بأحياءِ هذه المدينةِ يا ترى ؟
فبدايةً بحي الجامعه الذي كان بنسبةِ لي يكن الكثير،
قضيت فيه أغلب طفولتي حين أخرج مع العائله في أيام
شهر رمضان للإفطار خارجاً ، تربطني به حاسة التذوق لطعام هناك، و ماذا عن ما في حدائقه الموجوده في شوارع ذلك الحي القديم ؟ وماذا عن حب الكتب القديمه الموجوده في مكتبات ذلك الحي والمجلات المحببه لقلبي ؟
أما عن حي الخالديه وحي الأندلس
الأحياء التي لا طالما حلمت بأن أسكن بها ولطالما كانت المفضلةُ لي، شوارعها تشبه فصل الربيعِ وازدهاره.
أما عن البلد الحب الأبدي الذي يحكى لي بأني كنت أقطن فيه ولكني أنتقلت منه ، لكن هذا الحي لا يزال يرتبط بي بشكل غريب و إلى يومنا هذا
أظنُ بأن حب والدي له قد انتقل لي بشكلٍ كبيرٍ
وربما لذلك الأمر له تأثير، ومن أين أبدأ التحدث
من المشي في أحد طرقاته أو تناول الطعام به ؟
إنه مكان ينبض بالحياه يملأهُ الناس والمباني القديمه المحببةُ إلى قلبي، ترى مشاعر الحب لهذا المكان في أعين كل من يعمل به والذهاب إلى هناك أشبه بتذكرةِ شراءٍ لراحة الذهن من التشتت والتفكير الزائد
وكل الأمر في كفه والذهاب إليه بواسطة الحافله
كافةً أخرى..
وماذا عن الأحياء الأخرى وعن الحكايا الأخرى التي يملأها شعور فصل الربيع ؟ كل شوارع جده ترتبط بي ولو أني كتبت عنها أنا لن اكتفي برسالةٍ واحدةٍ تعبيراً عن حُبي لها ..
أنا بحاجةٍ إلى صندوقٍ بريدي اسكب فيه الكثير من النجوم والحنين والحب مع قنينة ماء تحمل في باطنها أمواجاً من البحر والكثير والكثير من الصدف
أضعه داخل ذلك الصندوق و احتفظ فيه بكل مره
برسالةٍ توجه إلى مدينتي -المدينةُ الزرقاء ..
وهذه رسالتي الأولى لها ولو أني أعبر فيها بكل الحب الذي يزهو في قلبي لن تكفي ولن تقوم بتوصيل معنى ما يوجد في قاع القلب من حب لهذه المدينه..
أنها لبّ القلب، بذرة نابضه بكل ما هو جميل
جميلةٌ بتاريخها و مناخها و موقعها الذي تقع به
وجميلةٌ أكثر بكل من يسكنها
كل شيءٍ بها هو جميل ..
وماذا عن حبي للبنقله 🎏 ؟ولربما غير ساكني هذه المدينه لا يمكنهم التعرف عليها حتى ولكني سعيده بأن هذا المكان يشغل حيزاً كبيراً من ذكرياتي .
في مدينة جده أشعر بأن حواسي كلها تكرِّسَ نفسها لكي تستمتع بكل جانبٍ بها
أشعر بأن هذه المدينه تملك نغمة الحنين
كأن تطفو على غيمه أو تشتم رائحة زهر ..
هذه المدينه تعطي شعور الدفأ في فصل الصيف
وتاره تجد نفسك وأنت تجوب شوارعها ليلاً يحيط بك
شعور غريب كما لو أنك أنت البطل لهذه المدينه في أحد الأفلام القديمه ..
وماذا عن مشاهدة الغروب والشروق على أحدِ شواطئها ؟وعن جولة قاربٍ أزرق تملأ قلبك بلفحاتِ الحماسِ وشعلة الوقوعِ بحب ارتطامِ موجاتها؟ ..
كل ما في هذه المدينه أشعر بأنه ينادي بي
بطفولتي وبكل سنوات حياتي
أشعر بأن قدامي ملتصقةٌ بها
كوسادةٍ وضعت على حافةِ غيمه
وظرف رسالة ملأ بالكثير من الحب
كأختلاف الفصول وألوان أوراق الخريف
لقد أحببتُ كل ما بها 💌.
فيها دفأُ عائلتي وحب الصديقات
لو كنت نبته لوجدت جذوري تملأ شوارع هذه المدينه
ولو أني موجه لطفوتُ على شواطئها حبَّا
ولو أني شمسٌ لأحببتُ إلتصاقَ شعاعي ببحرها
ولو أني قمر لوقعتُ في غرامها .
حب والدي وحب والدتي لهذه المدينه قد توارثته
وهذا من أجمل ما قد يتوارثه الإنسان
بأن يحب المكان الذي جُمِع فيه بكل ما يحب من اللحظات ..
أكتب هذه الرساله ودموع الحب تقطر من عيناي
هذه المدينه انتماءً للأحبةِ ونقطةُ إلتقاء
لهذه المدينه يربطني لحنُ حزين وأخر ذو لون مفعمٌ بالمرح .
منظر الميناء وإذاعةُ جده ومبنى خزام
وللبقية حكايا أُخرى
إن قلبي ينبض حباً لها ولكل ما يوجد بها
هذه المدينه تشبه المناره التي تضيأ وترشد الناس التائهين في السواحل وتحتضن كل من لجأ لها ..
إنها المنزل والجَده وأنا بحبها مغرمه
كبريد مهمل ملأَ برسائل لا مجيبَ لها
ولكن من فرط حبها أكتب كل ما ورد من كلامٍ جميلٍ يهدى لها فأنا لا أحتاجُ إلى إجابةٍ خطيةٍ منها
لأني أرى حبها في أعين كل من يقطن بها وفي شوارعها وأمواجها وسواحلها التي تنطق لي بذلك .
ما أجمل العيشُ بها وإني أرى للحياة
لوناً أخر عند تجولي بها
زاهيةٌ بهيه ذات لونٍ أزرقٍ ساطع لامع
يسود أيامي حُبَّ
هذه المدينه ليست كأي مدينه
بل هي سماءٌ زرقاء ويومٍ مشمسٍ☀️ مشرق .
بكل حب كُتبت | Khadijah daylight